الولايات المتحدة.. وفاة أول حالة بـ"جدري القرود" في كاليفورنيا
الولايات المتحدة.. وفاة أول حالة بـ"جدري القرود" في كاليفورنيا
كشفت السلطات الصحية في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية عن تسجيل أول حالة وفاة مؤكدة بفيروس "جدري القرود" أو "جدري القردة" في الولايات المتحدة.
وحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أكدت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن هذا الشخص كان لديه ضعف حاد في جهاز المناعة ونقل للمستشفى.
ونصحت المراكز -في بيان- الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بجدري القرود، بالحصول على رعاية طبية وعلاج مبكر والبقاء تحت الملاحظة من جانب جهة طبية خلال فترة الإصابة.
ونوَّهت شبكة "سي إن إن" بأن الوفيات جراء جدري القرود تعد نادرة الحدوث، وغالبا ما يؤثر الفيروس على الأطفال والحوامل ومن لديهم ضعف في أجهزتهم المناعية، مثل المصابين بنقص المناعة المكتسب "إتش آي في" المسبب لمرض الإيدز.
ولفتت إلى أن شخصا من ولاية تكساس الأمريكية كان قد توفي الشهر الماضي جراء الإصابة بجدري القرود، غير أن دور الفيروس في وفاته لم يتأكد.
يذكر أنه تم تسجيل نحو 22 ألف حالة من الإصابات المحتملة أو المؤكدة بجدري القرود خلال العام الجاري بالولايات المتحدة، وتعتبر السلطات الأمريكية أن ولاية كاليفورنيا بها معظم الحالات، إذ تصل إلى 4300 حالة.
أما على مستوى العالم، فتبلغ الإصابات 58000 حالة، فضلا عن 18 حالة وفاة، وفقا للمراكز الأمريكية، ولكن هذا لا يتضمن حالات الوفاة بأمريكا.
وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق، مرض جدري القرود حالة طوارئ صحية عامة بعد أن تفشى المرض في الولايات المتحدة.
وانتشر مرض جدري القرود بشكل سريع في أمريكا منذ أن أكدت السلطات الصحية في بوسطن أول حالة إصابة في الولايات المتحدة مايو الماضي حيث إن آخر مرة أعلنت فيها الولايات المتحدة حالة طوارئ صحية عامة كانت لمواجهة كوفيد-19 في يناير 2020.
وينتشر جدري القرود عادة من إنسان إلى آخر من خلال الاتصال المباشر بالطفح الجلدي المُعدي أو سوائل الجسم، كما يمكن أيضًا أن ينتقل من إفرازات الجهاز التنفسي أثناء الاتصال المطول وجهًا لوجه، أو أثناء الاتصال الجسدي.
وكان مركز مكافحة الأمراض قد نشر بيانا تحديثيا أيضا أوضح فيه إمكانية انتقال العدوى من الإنسان إلى الحيوانات وخاصة الثدييات أو العكس، ومن بينها الكلاب البرية والقردة والسناجب والجرذان العملاقة والقنافذ، مشيرا إلى وجود حالة واحدة لانتقال الفيروس من اثنين مصابين إلى كلبهما الأليف في فرنسا.
حالة الطوارئ
وفي وقت سابق، أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحفي من جنيف حالة الطوارئ بشأن المرض قائلا: "قرّرتُ إعلان حال طوارئ صحّية عامّة تثير قلقًا دوليًا" في مواجهة جدري القردة، موضحًا أنّ الخطر في العالم معتدل نسبيًا، باستثناء أوروبا حيث يُعتبر مرتفعًا.
وقال غيبرييسوس، إنه يمكن إيقاف هذا التفشي، إذا ظلت البلدان والمجتمعات والأفراد على اطّلاع، وأخذت المخاطر على محمل الجد، واتخذت الخطوات اللازمة لوقف انتقال العدوى وحماية الفئات الضعيفة.
ودعا منصات وسائل التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا والمؤسسات الإخبارية إلى العمل مع منظمة الصحة العالمية لوقف المعلومات الضارّة ومكافحتها.
زيادة غير عاديّة
اكتُشفت الزيادة غير العاديّة في حالات الإصابة بجدري القردة في أوائل مايو خارج بلدان وسط وغرب إفريقيا حيث يتوطّن الفيروس عادةً، وقد انتشر مذّاك في كلّ أنحاء العالم وشكّلت أوروبا بؤرته.
يُعتبر جدري القردة الذي اكتُشف لدى البشر عام 1970، أقلّ خطورة وعدوى من الجدري الذي تمّ القضاء عليه عام 1980.
في معظم الحالات، يكون المرضى رجالاً يمارسون الجنس مع رجال، ومن فئة الشباب نسبيًا، ويعيشون بشكل رئيسي في المدن، وفقًا لمنظّمة الصحّة العالميّة.
وأكّدت دراسة نُشرت في مجلّة “نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين” -هي الأكبر عن هذا الموضوع وتستند إلى بيانات من 16 دولة مختلفة- أنّ الغالبيّة العظمى (95%) من الحالات الحديثة تمّ نقلها أثناء اتّصال جنسي وأنّ 98% من الحالات سُجّلت لدى رجال مثليين وثنائيي الجنس.